965-55997165 ibnkhaldunkw@gmail.com
الأخلاق والقيم حصننا المنيع
بقلم م. سالم الناشي
· في بادرة رائعة سعت جمعية إحياء التراث الإسلامي من خلال مشروع سباق الخير، إلى تنفيذ مشروع (تحصين للبرامج القيمية الهادفة)، الذي يستهدف تحصين الشباب من الظواهر السلوكية الدخيلة، وتعزيز القيم الإيجابية الأصيلة لديهم، ولاشك أنها بادرة رائعة، وانطلاقة متميزة لتحقيق رسالة الجمعية في الدعوة إلى الله -تعالى.
· فالأخلاق والقيم ركنان أساسان من أركان شريعتنا الإسلامية؛ لذلك فلا غرابة أن تستهدف الأمة وتحارب من خلال قيمها وأخلاقها؛ لأنه لو أصيبت الأمة في هذا الجانب، سهل بعد ذلك الاستحواذ على أركانها؛ فالأمة التي تنهار أخلاقُها، يوشك أن ينهارَ كيانُها، كما قال شوقي:
وَإِنَّمَا الأُمَمُ الأَخْلاقُ مَا بَقِيَتْ
فَإِنْ هُمُ ذَهَبَتْ أَخْلاقُهُمْ ذَهَبُوا
· ولقد اعتنى الإسلام بترسيخ هذا المبدأ، وجعل له أهمية ومكانة عظيمة، لا لشيء، إلا لأن الخُلق هو أبرز ما يراه الناسُ، ويلاحظونه دون سائر أعمال الإسلام؛ فالناس لا يرون عقيدةَ الشخص؛ لأن محلَّها القلبُ، كما لا يرون عباداته، لكنهم يرَوْن أخلاقه، ويتعاملون معه من خلالها؛ لذا فإنهم سيُقيِّمون دِينَه بِناءً على تعامله؛ فيحكُمون على التزامه من عدمه من خلال خُلقه وسلوكه، لا عن طريق دعواه وقوله.
· كما أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الغاية من بِعثته الدعوة للأخلاق؛ فقد صحَّ عنه صلى الله عليه وسلم قوله: «إنما بُعِثْتُ لأتممَ مكارم الأخلاق»، وبين صلى الله عليه وسلم بهذا الأسلوب أهمية الخُلق، بالرغم من أنه ليس أهمَّ شيء بُعث صلى الله عليه وسلم من أجله؛ فالعقيدة أهم منه، والعبادة أهم منه، ولكن هذا أسلوب نبوي لبيان أهمية الشيء، وإن كان غيرُه أهمَّ منه.
· وقد حدَّثَنا التاريخ أن الشرق الأقصى، لم يعتنقْ أهلُه الإسلام بفصاحة الدعاة، ولا بسيف الغزاة، بل بأخلاقِ التجَّار وسلوكِهم، من أهل حضرموت وعمان؛ وذلك لما تعاملوا معهم بالصدق، والأمانة، والعدل، والسماحة، وإن مما يؤسَفُ عليه اليوم، أن الوسيلةَ التي جذبت كثيرًا من الناس إلى الإسلام، هي نفسها التي غدَت تصرِفُ الناس عنه؛ وذلك لما فسَدت الأخلاق وساء السلوك؛ فرأى الناس تباينًا، بل تناقضًا بين الادِّعاء والواقع.
· الذي ينظر في حال أمتنا الآن، يجد أن الكثير من المجتمعات الإسلامية تعيش حالة ضعف الالتزام بالأخلاق، والقيم، والمبادئ، والمثل الإسلامية السامية، مثل: إفشاء السلام، والعدل، والإحسان، والصدق، والأمانة، وحسن الأخلاق، والتواضع، والتراحم، وحسن الظن بالآخرين، والمحافظة على أعراضهم، ومحبة المسلم لأخيه ما يحبه لنفسه.
· ولا شك أن هذه الحالة من الضعف في ممارسة الأخلاقيات، والقيم، والمبادئ الإسلامية، يجعل من الواجب استشعار خطورة هذه المشكلة، وتأثيرها السلبي على مستقبل تلك المجتمعات، ولن يتأتى ذلك إلا من خلال القدواتِ الصالحة، التي يجِب أن تقدَّم للأجيال حتى يتخلَّقوا بأخلاقها ويسيروا على نهجِها، وأجلُّ هذه القدوات رسولُنا صلى الله عليه وسلم، قال -تعالى-: {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ} (الأحزاب: 21).
· لذلك علينا أن ندرك أن أخطر ما يهدِّد القيَم، ويزعزِع بنيَانَها القدواتُ السيّئة، التي يفتَقِد أصحابها إلى التحلّي بأبجديّات الآداب والأخلاق الإسلاميّة، هذه القدواتُ السيّئة تعمل على خَلخَلة القِيَم، وتنتج نفوسًا فارغة من القِيَم والأخلاق الحميدة.
· وأخيرًا؛ فإن القيم تذبُل وتتوارَى في المجتمع، إذا ضعُف التدين في الفرد والمجتمع؛ فعقوقُ الوالدين، والكذِب، والغشّ، وتضييع الأوقات، والاختلاطُ، والانكباب على الدنيا، وغيرُ ذلك من أثر ضعفِ التديّن ووَهن علاقةِ الناس بربهم؛ لأنهم يفقِدون الطاقة الإيمانيّةَ، والشعور بالجزاء الأخرويّ؛ فأزمَةُ الأمّة اليوم أزمةُ قيَمٍ إيمانية، لا قيَم مادية، وقد سجَّلت الأمّةُ في فتراتِ رسوخ الدّين وعلوِّ الإسلام مبادَراتٍ مِنَ الأعمال الخيِّرة والسّلوك الرشيد، أثارتِ الإعجابَ، وأدهشتِ المنصفين، قال -تعالى-: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ} (محمد: 17).
- عقل المسلم .. بين الثبات والتأثير
إذًا هذا التدافع نحو ريادة الحق، وتراجع الباطل سنة ربانية قررها القرآن ومارسها المسلمون عبر العصور.
أنتم إذا نظرتم حولكم وإلى العالم المعاصر، فأنتم بخير
- من الماضي ننطلق نحو بناء جديد
الآن مطلوب من الكويت الاستفادة من تجارب الماضي، ولا سيما من هاتين المناسبتين، والانطلاق نحو بناء…
وقد امتدح الله هذه الأمة لحرصها على التواصي والتناصح فيما بينها، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،…
· وقد يكونون في شر وبلاء ومعاص، ثم يتوبون إلى الله ويرجعون إليه، ويندمون ويستقيمون على…
- دمــوع النبـي –صلى الله عليه وسلم
لقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - عظيما في كل شيء، حتى في بكائه؛…
- دين الرحمة ونبي المرحمة الإسلام والعنف لا…
إذًا، ديننا دين رحمة، ونبينا رحمة مهداة؛ ومن هنا نؤكد أنه لا يمكن للتطرف أو الإرهاب…
- نجاح جهود الكويت في لم الشمل الخليجي
وقد أكدت هذه القمة تحقيق التعاون والترابط والتكامل بين دول المجلس في المجالات كافة، وصولاً إلى…
- واعْتَصِمُوا.. وَلَا تَفَرَّقُوا
• وإِنَّ وَحْدَةِ الْمُسْلِمِينَ فَرْضٌ شَرْعِيٌّ، وَوَاجِبٌ حَتْمِيٌّ، لَا يَجُوزُ التَّفْرِيطُ فِيهِ؛ فالاِجْتِمَاعُ عَلَى الْحَقِّ ِقُوَّةِ،…
- الصبر الصبر رغم الإنكار والصد
فقام في قومه 950 عاما يدعوهم، ويحذرهم من عذاب يوم أليم؛ فكانت نذارة قومه والخوف عليهم…
- صوت الحكمة أساس الأداء الإسلامي الرشيد
وهناك عامل مؤثر ومهم حول الجالية المسلمة في أوروبا، وهو: أنها الجالية الوحيدة المتماسكة والفاعلة والنشطة،…
أكملت اليونانية (أفجينيا باترار خيا) يومها الثلاثين في الإسلام ثم توفيت - رحمها الله تعالى -…
- سَمِعْنا وأَطَعْنا.. في مقابل (كيفي)
في الحديثِ: شدَّةُ تعظيمِ الصَّحابةِ -رضي الله عنهم- لأمرِ اللهِ -تعالى- ورسولِه - صلى الله عليه…
فرق كبير بين كلمتي (اليأس - والأمل)، وفرق عظيم بين رجل يعيش بروح التفاؤل والأمل، وبين…
ويستحب للزائر أن يدعو للمريض بالخير؛ فقد قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: «من عاد مريضاً...…
- فالرضا سرور القلب.. بل هو جنة المؤمنين.. يستريحون فيها من هموم الدنيا.
لذلك علينا أن ندرك أن أخطر ما يهدِّد القيَم، ويزعزِع بنيَانَها القدواتُ السيّئة، التي يفتَقِد أصحابها…
- الخط الأصفر يؤدي إلى العرفان
لقد رزقني الله ابنا.. وسميته خالدا.. حتى لا ينسى أبنائي ما قدمته لنا.. من كريم فعالك..
- آمال.. تحطمت على صخرة العناد
وهكذا يطيح العناد بآمال الشباب.
خرج يبحث عن المصلى .. ليسجد لله سجدة شكر..
النتيجة النهائية لمسابقة مركز ابن خلدون للدراسات…
النتيجة النهائية لمسابقة مركز ابن خلدون للدراسات الاستراتيجة
تنويه هام بخصوص المسابقة البحثية الاولى للمركز وتمديد موعد استلام البحوث حتى اخر فبراير 2019
عن موعد المسابقة البحثية الأولى للمركز